السبت، 17 أكتوبر 2015

التربية الخاصة ( مفهومها ، أهدافها ، مبادئها ، مراحلها )




تؤكد التربية الخاصة على ضرورة الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة ، وتكييف المناهج ، وطرق التدريس الخاصة بهم ، بما يتلاءم مع احتياجاتهم ، وبما يسمح بدمجهم مع ذويهم من التلاميذ العاديين في فصول التعليم العام ، مع تقديم الدعم العلمي المكثف لمعلمي التربية الخاصة ومعلمي التعليم العام ، بما يساعدهم على تنفيذ استراتيجيات التعليم سواء للطلاب الموهبين أو ذو الاحتياجات الخاصة .

وقد شهد العقد الحالي تطوراً هائلاً في مجال الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة . ونشطت الدول المختلفة في تطوير برامجها في هذا المجال لأن الاستجابة الفعالة لمشكلة الإعاقة يجب أن تتصف بالشمولية ، بحيث لا تهتم ببعض الجوانب المتعلقة بهذه المشكلة وتغفل عن جوانب أخرى ، وبشكل يكون فيه لبرامج الوقاية من الإعاقة أهمية متميزة نظراً لأنها تمثل إجراءً مبكراً يقلل إلى حد كبير من وقوع الإعاقة ويختصر الكثير من الجهود المعنوية والمادية اللازمة لبرامج الرعاية والتأهيل .

مفهوم التربية الخاصة
تعرف التربية الخاصة بأنها نمط من الخدمات والبرامج التربوية التي تتضمن تعديلات خاصة سواءً في المناهج أو الوسائل أو طرق التعليم استجابة للحاجات الخاصة لمجموع الطلاب الذين لايستطيعون مسايرة متطلبات برامج التربية العادية .
وعليه ، فإن خدمات التربية الخاصة تقدم لجميع فئات الطلاب الذين يواجهون صعوبات تؤثر سلبياً على قدرتهم على التعلم ، كما أنها تتضمن أيضاً الطلاب ذوي القدرات والمواهب المتميزة .


ويشتمل ذلك على الطلاب في الفئات الرئيسة التالية :

ـــ الموهبة والتفوق .

ـــ الإعاقة العقلية .

ـــ الإعاقة السمعية .

ـــ الإعاقة البصرية ..

ـــ الإعاقة الحركية .

ـــ الإعاقة الإنفعالية.

ـــ التوحد .

ـــ صعوبات التعلم .

ـــ إضطرابات النطق أو اللغة .

أهداف التربية الخاصة
1- التعرف على الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وذلك من خلال أدوات القياس والتشخيص المناسبة لكل فئة من فئات التربية الخاصة .
2- اعداد البرامج التعليمية لكل فئة من فئات التربية الخاصة .

3- إعداد طرائق التدريس لكل فئة من فئات التربية الخاصة ، وذلك لتنفيذ وتحقيق أهداف البرامج التربوية على أساس الخطة التربوية الفردية .

4- إعداد الوسائل التعليمية والتكنولوجية الخاصة بكل فئة من فئات التربية الخاصة .

5- إعداد برامج الوقاية من الإعاقة ، بشكل عام ، والعمل اذا أمكن على تقليل حدوث الإعاقة عن طريق البرامج الوقائية .

6- مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب وذلك بحسن توجيههم ومساعدتهم على النمو وفق قدراتهم واستعداداتهم وميولهم .
7- تهيئة وسائل البحث العلمي للاستفادة من قدرات الموهوبين وتوجيهها واتاحة الفرصة أمامهم في مجال نبوغهم .

8- تأكيد كرامة الفرد وتوفير الفرص المناسبة لتنمية قدراته حتى يستطيع المساهمة في المجتمع .


مصطلحات في التربية الخاصة

الضعف Impairment 
وهو مصطلح يشير إلى محدودية الوظيفة وبخاصة الحالات التي تعزى للعجز الحسي كالضعف السمعي أو الضعف البصري .

العجز Disability
وهومصطلح يشير إلى تشوه جسدي أو مشكلة في التعلم أو التكيف الاجتماعي نتيجة وجود الضعف . وغالباً مايستخدم هذا المصطلح للإشارة إلى الصعوبات الجسمية .

الإعاقة Handicap 
يستخدم هذا المصطلح عادة للإشارة إلى المشكلات في التعلم أو السلوك الاجتماعي ( ولذلك نقول : اضطراب لغوي أو اضطراب تعلمي) .

الحالات الخاصة Exceptionalities 
وهذا المصطلح أوسع من المصطلحات السابقة حيث إنه لايقتصر على الذين ينخفض أداؤهم عن أداء الآخرين وإنما يشتمل على الذين يكون أداؤهم أحسن من أداء الآخرين ( الموهوبين والمتفوقين) .

مباديء التربية الخاصة

1- يجب تعليم الأطفال ذوي الحاجات الخاصة في البيئة التربوية القريبة من البيئة العادية .

2- إن التربية الخاصة تتضمن تقديم برامج تربوية فردية وهذه البرامج تتضمن :

أ- تحديد مستوى الأداء الحالي .

ب- تحديد الأهداف طويلة المدى .

ج- تحديد الأهداف قصيرة المدى .

د- تحديد معايير الأداء الناجح .

هـ- تحديد المواد والأدوات اللازمة .

و- تحديد موعد البدء بتنفيذ البرامج وموعد الانتهاء منها .

3-إن توفير الخدمات التربوية الخاصة للأطفال ,ذوي الاحتياجات الخاصة يتطلب قيام فريق متعدد التخصصات بذلك حيث يعمل كل اختصاصي على تزويد الطفل بالخدمات ذات العلاقة بتخصصه .

4-إن الإعاقة لاتؤثر على الطفل فقط ولكنها قد تؤثر على جميع أفراد الأسرة . والأسرة هي المعلم الأول والأهم لكل طفل .

5-إن التربية الخاصة المبكرة أكثر فاعلية من التربية في المراحل العمرية المتأخرة . فمراحل الطفولة المبكرة مراحل حساسة على صعيد النمو ويجب استثمارها إلى أقصى حد ممكن .

مراحل تطور برامج التربية الخاصة:

مراكز الإقامة الكاملة :
Residentialschool
تعتبر مراكز الإقامة الكاملة من أقدم برامج التربية الخاصة التي كانت ومازالت تقدم الخدمات الايوائية والصحية والاجتماعية والتربوية للأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة .لكن وجهت لهذه المراكز مجموعة من الانتقادات تتهم فيها هذه المراكز بعزل هؤلاء الأطفال عن المجتمع الخارجي ومايحتويه من حياة طبيعية ، كما وصف أفراد هذه الفئات بأنهم منبوذون عن المجتمع .

مراكز التربية الخاصة النهارية :
Special Day care school

ظهرت هذه المراكز كرد فعل على ما تقدم من انتقادات لمراكز الإقامة الكاملة ، والكثير من هذه المراكز يكون عملها إلى منتصف النهار تقريباً ، وفي هذه الفترة يتلقى الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة خدمات تربوية واجتماعية .
وتعمل هذه المراكز على إيصال هؤلاء إلى منازلهم ، وهي تحافظ على بقاء الفرد في أسرته وفي الجو الطبيعي له .


الصفوف الخاصة الملحقة بالمدرسة العادية :
Special classes within Regular Schools
ظهرت هذه الصفوف نتيجة للانتقادات التي وجهت إلى المراكز النهارية التي تعني بالتربية الخاصة ، ونتيجة لتغير الاتجاهات العامة نحو ذوي الاحتياجات الخاصة من السلبية إلى الإيجابية ، وهذه الصفوف تكون خاصة بالأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة في المدرسة العادية والتي لايتجاوز عدد الطلبة فيها اربعة شرا طالبا.
ويتلقى هؤلاء الطلبة برامجهم التعليمية من قبل مدرس التربية الخاصة ، ولهم أيضاً برامج تعليمية مشتركة مع الطلبة العاديين .

الدمج الأكاديمي :
Mainstreming

ظهر هذا الاتجاه في برامج التربية الخاصة بسبب الانتقادات التي وجهت إلى برامج الصفوف الخاصة الملحقة بالمدرسة العادية ، وللاتجاهات الإيجابية نحو مشاركة الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة مع الطلبة العاديين في الصف الدراسي .
ويعرف الدمج بأنه ذلك النوع من البرامج التي تعمل على وضع الطفل غير العادي في الصف العادي مع الطلبة العاديين لبعض الوقت وفي بعض المواد بشرط أن يستفيد الطفل من ذلك .
شريطة تهيئة الظروف المناسبة لإنجاح هذا الاتجاه .

ويتضمن هذا ثلاث مراحل وهي :
1-التجانس بين الطلاب العاديين مع ذوي الاحتياجات الخاصة .
2-تخطيط البرامج التربوية وطرق تدريسها لكل من الطلبة العاديين وذوي الاحتياجات الخاصة  
3-تحديد المسؤوليات الملقاة على عاتق أطراف العملية التعليمية من إدارة المدرسة ومعلمين ومشرفين وجميع الكوادر العاملة .

*ويعتبر الدمج من أهم مراحل عملية تطوير برامج التربية الخاصة .

الدمج الاجتماعي :
Normalization

تعتبر هذه المرحلة النهائية في تطوير برامج التربية الخاصة للافراد ذوي الاحتياجات الخاصة لأنها تساعد على كل ماهو إيجابي نحوهم من أفراد المجتمع .
ويتمثل هذا في مجال العمل من خلال توفير فرص عمل مناسبة لهم باعتبارهم أفراد منتجين في المجتمع .
كذلك دمجهم في الأحياء السكنية من خلال توفير سكن ملائم ومناسب لهم كأسرة مستقلة والتعامل معها على أساس حكم الجيرة وماتتطلبه من مستلزمات



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق